سقط جدار برلين ــــ وانتشرت رائحة الكعكة

سارة فيتشنر

ان عمري ١٠ سنوات عندما سقط جدار برلين. إنه الجدار الذي قسم مسقط رأسي, وخلق “جزيرة” برلين الغربية الاصطناعية. أتذكر عندما كنت أتسلق على قمته في العاشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني مع والداي وصديقتي المفضلة سوزي واخواننا. كنتُ خائفة من السقوط. كان الجدار مرتفع جداً. ولكن موجة الفرح والاثارة التي كانت منتشرة بين الناس أنستني ذلك الارتفاع.

في ذاكرتي, تنبعث من ذكرى سقوط جدار برلين رائحة كعكة الزبدة الطازجة التي كانت تقدمها أمي للغرباء الذين كانوا يجلسون في مطبخنا. كانوا يتحدثون مع والداي بينما كانوا يحتسون قهوة يعقوب كرونونغ. لقد أحببت الكعكة كما أحببت الاستماع للغرباء. كانوا يتحدثون بلهجة مختلفة. لقد تم هدم الجدار وكانوا من الجانب الاخر. كان الفضول في الهواء. وكان هنالك الكثير من المشاركة والاهتمام.

بعد مضي ٣٠ عام, أوضحت لي أمي أنها كانت تقوم بخبز الكعكة تقريبا كل يوم لبضعة أسابيع بعد التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني: كانت تتوقع زيارة بعض الأقارب البعيدين من درسدن بعدما فقدت الاتصال بهم. ولأنهم لم يأتوا ابدا ولأن والدي كان قد تعب من تناول الكعكة معنا, فقد خرج إلى الشارع ودعى بعض الزوار الودودين من “الشرق” لتناول القهوة والكعك في مطبخنا.

  • Ashbee Wong – https://www.theoddlittleworld.com©